نحو نظام إيكولوجي مستدام للموارد التعليمية المفتوحة:

دراسة الحالة للإشراف على الموارد التعليمية المفتوحة

بقلم ليزا بيتريدس ودوغلاس ليفين وإدوارد واتسون

Download the PDF:

The Framework is also available in:

المقدمة

إن إنشاء الموارد التعليمية المفتوحة وتنظيمها واستخدامها على نطاقٍ واسع يحدث فرقاً كبيراَ في إضفاء الطابع الديمقراطي للوصول إلى التعليم العالي الجودة. ومن حركة مزدهرة أُطلِقَت منذ أكثر من 15 عاماً الى مجالٍ في طور النموّ الى تأثير وطني وعالمي، يشارك الأساتذة والمتعلمون بأعدادٍ متزايدة في عملية يدفعها النموّ والتطوّر التعاوني وتبادل المواد التعليمية التي هي مُتاحة مجاناً لأي شخص لاستخدامها، كما انّها غير مقيّدة بحقوق التأليف والنشر التقليدية.

ومن مرحلة الحضانة الى المكاتب الاكاديمية ووزارات التربية والتعليم او اتحادات الكليات والجامعات الرسميّة، تصدّرت المؤسسات الأكاديمية والمنظمات الداعمة، التي بدأت كمجموعة صغيرة مستقلّة، الصفحات الأولى من المجلاّت التعليمية والصحفية الرئيسية. وتماشياً مع مسائل كالقدرة على تحمّل التكاليف الكليّة والمساواة في الحصول على التعليم والتعلم الشخصي والمهنيّة في التدريس، فمن الواضح أن مجال الموارد التعليمية المفتوحة هو أساسيّ في ما يتماشى مع الجهود العالمية الرامية إلى تحسين نتائج التعليم لجميع الطلاب.

وأصبح مجال الموارد التعليمية المفتوحة، الذي يتضمّن الجهود “المفتوحة” المماثلة، بما في ذلك البرمجيات المفتوحة المصدر والمجلّات المُتاحة للجميع، مجالاّ معترفاً به باعتبار انّه قد يضخ الابتكار في الممارسات المؤسسية الطويلة الأمد، مثل الشراء واتخاذ القرارات المتعلقة بالمناهج الدراسية التي يمكن أن تخدم، على نحو أفضل، مصالح الطلاب والمربين على حدٍ سواء.

ومع ذلك، أصبحت الآليات المتعلقة بكيفية إستخدام الأفراد والمنظمات والمؤسسات الموارد التعليمية المفتوحة وإعادة استخدامها أكثر تعقيداً تماما كالنقاشات التي جرت في البرمجيات المفتوحة المصدر على مدى العقود الثلاثة الماضية. وفي بعض الحالات، أعرب منشئو الموارد التعليمية المفتوحة عن قلقهم إزاء الاستخدام الواضح لمساهمتهم. وفي حالاتٍ أخرى، فإن تقييد حقوق المستخدمين في الحصول على أدوات التعلم واستخدامها، لا سيما في المنصات الرقمية وفي السياق التجاري، يزيد من حالة الريبة بشأن اعتماد الموارد التعليمية المفتوحة.

وإذا كان مجال الموارد التعليمية المفتوحة يستمر في مساره من حركة ناشئة إلى تيار تعليميّ رئيسيّ، فيتعين بالتالي على المدافعين عن الموارد التعليمية المفتوحة وأصحاب المصلحة، بما في ذلك المربين وأمناء المكتبات وأختصاصيي التكنولوجيا التعليمية ومطوري المحتوى، معالجة كيفية توسيع نطاق الحركة بشكلٍ مستدام مع مرور الوقت وعبر سياقات متنوعة مع الحفاظ على قيم الانفتاح التي جذبت الكثيرين إلى الموارد التعليمية المفتوحة منذ البداية.

ولهذا السبب، أنشأنا إطار ال”كير” (Framework CARE) كما يسرّنا بالتالي ان نقدمه. والغرض منه هو دعم الأعمال القيّمة التي تقام والتي يتعين القيام بها وتقديمها بصورةٍ أوضح لبناء نظام إيكولوجي مستدام للتعليم المفتوح.

إطار ”كير

يهدف اطار “كير” الى تَحديد مَجموعَة مِنَ القِيَم المُشتَرَكَة و الرُّؤيَة الجَماعِيَّة لِمُستَقبَل التَّربِيَة و التَّعليم الَّتي أُتيحَ تَحديدُها بِاعتِماد المَوارِد التَّعليمِيَّة المَفتوحَة و اِستِخدامُها. وتَهدُفُ إلى مُعالَجَة مَسأَلَة كَيفِيَّة سَعي الأفراد أو المُؤسَّسات أو المُنَظَّمات لِتُصبِح دعماً صالِحَاً يساهِم في التَّطوير المُستَدام لِحَرَكَة المَوارِد التَّعليمِيَّة المَفتوحَة، بِتَوافقٍ مَعَ القِيَم المُجتَمَعِيَّة.

وفي حين تقام المَوارِد التَّعليمِيَّة المَفتوحَة عادَةً في المَجال العام أو يَكونُ لها تَرخيص بَديل يُحَدِّدُ كَيفِيَّة إعادَة اِستِخدامِها وتَكييفِها ومُشارَكتِها، يَبقى اِستِخدام التَّرخيص المَفتوح غَيْر كافي لِمُعالَجَة مَسائِل الإستِدامَة والمَسائِل الأخلاقِيَّة الواسِعَة النِّطاق. في الواقِع، تَرتَكِز نَماذِج الأعمال التِكنولوجِيَّة التَّربَوِيَّة السَائِدَة وصِناعات النَّشِر على مَبدَأ نَدرَة الحُصولِ على المَوارِد التَّعليمِيَّة المَفتوحَة والقيود المَفروضَة عَلَيها. بِذَلِكَ، إنَّهُ الوقت المُناسِب لِجماعَة المَوارِد التَّعليمِيَّة المَفتوحَة أن تُحَدِّدَ عَمْداً وبِوضوح الطُّرُق الَّتي يتِمُّ مِنْ خِلالِها إنتاج المَوارِد التَّعليمِيَّة المَفتوحَة وتَعبِئَتِها وتَسليمِها.

وفي صلب اطار “كير” (أنظُر إلى المُستَنَد الأوَّل أدناه) هنالك مَجموعَة مُتَنَوِّعَة مِن أصحاب المَصلَحَة وصانِعي المَوارِد التَّعليمِيَّة المَفتوحَة ومُستَخدميها كَأفراد وجُزء مِن مُنَظَّمات تَعمَل في بيئَة تَعليمِيَّة وتَقليدِيَّة وغَيْر تَقليدِيَّة، تسعى إلى العَمَلِ كمشرفين جيدين على قِيَمِ للمَوارِد التَّعليمِيَّة المَفتوحَة المُستَدامَة. ويَهدُف وجود النّاس في صلب اطار “كير” ­­إلى تَذكيرُنا أوَّلاً وقَبلَ كُلّ شَيء بِالسِّياق الاجتِماعي الواسِع وبِهَدَفِ حَرَكَة المَوارد التَّعليمِيَّة المَفتوحَة.

­­المُستَنَد الأوَّل: إطار”كير” للإشراف على المَوارِد التَّعليمِيَّة المَفتوحَة

يَتَّبِعُ النّاسُ المُشرِفينَ على المَوارِد التَّعليمِيَّة المَفتوحَة مَجموعَة واسِعَة مِنَ الاستراتيجيات والتَّكتيكات ذات الصِّلَة مَعَ سِياقِهم المُحَدَّد، لِتَحسين الحُصول على التَّربِيَة والفُرَص على مَرِّ الزَّمَن. ومَعَ ذَلِكَ، ما يَجِب أَنْ يَتَشارَكُهُ جَميع المُشرِفين على المَوارِد التَّعليمِيَّة المَفتوحَة هو الالتِزام بِالمُمارَسات الَّتي تُؤَدّي إلى اظهار واجِبِهم في رِعايَة حَرَكَة هذِهِ المَوارِد الواسِعَة النِّطاق.

أوَّلاً: المُساهَمَة: على المُشرِفين على المَوارِد التَّعليمِيَّة المَفتوحَة أَن يُساهِموا بِنَشاطٍ وجُهدٍ سِواء كانَ مادِّياً أو مِن خِلال المُساهَمات العَينِيَّة لِإحراز التَقَدُّم في التَّوعِيَة على المَوارِد التَّعليمِيَّة المَفتوحَة وتَحسينُها وتَوزيعُها.

ثانِياً: الإسناد: عَلى المُشرِفين على المَوارِد التَّعليمِيَّة المَفتوحَة أن يُمارِسوا اِسناداً بارِزاً يَضمُنُ أنَّ جَميع الَّذين يصنعونن هذِهِ المَوارِد أو يَمزِجوها، هُم مُؤتَمَنون بِشكلٍ صَحيح وواضِح عَلى مُساهَماتِهم.

ثالِثاً: الإصدار: عَلى المُشرِفين على المَوارِد التَّعليمِيَّة المَفتوحَة أن يَضمَنوا اِصدار هذِهِ المَوارِد واِستِخدامُها خارِجَ الصَّفِ والبَرنامَج الَّتي اُنشِأَت وسُلِّمَت فيه.

رابِعاً: التَّمكين: يَتَمَتَّعُ المُشرِفينَ على المَوارِد التَّعليمِيَّة المَفتوحَة بِطابِع شُمولي كَما يَسعوا إلى تَلبِيَة مُختَلَف حاجات الطُلّاب وذَلِك مِن خِلال دَعِم مُشارَكَة الأصوات الجُّدُد والتَّقليدِيَّة في إنشاء هَذِهِ المَوارِد واعتمادها. و نَحنُ نَعتَقِد أنَّهُ إذا اِعتُمِدَت المُمارَسات الأربَع ذات النِّطاق الواسِع و الَّتي تَشمُل اطار “كير”  وهِي: المُساهَمَة و الإسناد و الإصدار و التَّمكين، سَيَتَنَوَّع النِّظام الأيكولوجي لِأصحاب مَصلَحَة المَوارِد التَّعليمِيَّة المَفتوحَة و سَيَنموَ اِستِخدام هَذِهِ المَوارِد و اعتمادها و سَيَنتَفِع مُستَقبَلَ التَّربِيَة و التَّعليم مِن خلال زِيادَة  فُرَص الحَصول عَلَيْها وإنصافِها وقِدرَة تَوَفُّرِها وأَهَمِّيَّتُها.

المساهمة

يساهم مشرفو الموارد التعليمية المفتوحة بشكل فعال في الجهود، سواء مالياً أو من خلال المساهمات العينية، لتعزيز الوعي وتحسين وتوزيع الموارد التعليمية المفتوحة.

كما أنّ حركة الموارد التعليمية المفتوحة عبارة عن مجتمع في طور النموّ يتألّف من أفراد يعملون عبر المؤسسات والمنظمات في جميع أنحاء العالم، ويتعاونون لتحسين امكانيّة الحصول على التعليم وبالتالي تحسين النتائج لجميع المتعلمين. في أي مجتمع، يعتبر تعزيز حاجة الناس أو رغبتهم في المساهمة في نجاحه ذا أهمية قصوى. لا يكفي أن يأخذ الأفراد فقط، ولكن عليهم أيضاً أن يعطوا بدورهم، إذا كان الهدف هو إنشاء مجتمع مستدام ومزدهر. ولا يختلف مجتمع الموارد التعليمية المفتوحة. فمن واجب المشرفين الجيدين على الموارد التعليمية المفتوحة أن يكونوا مدركين للطرق التي تدعم بها أفعالهم صحة ورفاهية حركة الموارد التعليمية المفتوحة الأوسع.

وفيما يتعلق بمجتمع الموارد التعليمية المفتوحة، نحدد “المساهمة” على أنها تعني عدة أنشطة ووسائل دعم محددة. أولاً، المساهمات المالية والعينية ضرورية لدعم الجهود التي تنشر الوعي عن فوائد الموارد التعليمية المفتوحة وإمكانياتها، في الأنظمة كما في الصفوف المدرسيّة. ثانيًا، انّ التطوير والصيانة والتحسين المستمر وتخصيص الموارد التعليمية المفتوحة هي خدمة حيوية يمكن لأعضاء مجتمع الموارد التعليمية المفتوحة تقديمها. وثالثًا، هناك حاجة إلى المساهمات والدعم للمساعدة في زيادة توزيع الموارد التعليمية المفتوحة ونشرها للطلاب الذين افتقروا تاريخياً الى هذا الأمر، بما في ذلك الدعم في لغات متعددة، وتنسيقات الكترونيّة يمكن الوصول إليها بسهولة، وذلك باستخدام النطاق الترددي المنخفض. اليوم، بينما يستفيد الكثير من المساهمات السابقة لأعضاء مجتمع الموارد التعليمية المفتوحة، فإن استمراريّة الحركة نفسها ترتبط ارتباطًا مباشرًا بالصحة المستقبلية وبحيويّة المساهمات الجديدة على صعيد المجتمع.

الاسناد

يحرص المشرفون على الموارد التعليمية المفتوحة على الإسناد الواضح، مما يضمن أن جميع الذين قاموا بإنشاء أو إعادة مزج الموارد التعليمية المفتوحة يُنسبون بشكل صحيح وواضح إلى مساهماتهم.

انّ دعوة أي شخص لديه الوسائل والرغبة في المساهمة في حركة الموارد التعليمية المفتوحة عن طريق التأليف سواء للأعمال الأصلية، مثل الأنشطة أو خطط الدروس أو المحاكاة أو المراجعات للأعمال المنشورة سابقًا هي احدى الابتكارات الرئيسية التي تميز إنتاج الموارد التعليمية المفتوحة عن عمليّة النشر التعليمي التقليدي. إن إضفاء الطابع الديمقراطي على إنتاج المواد التعليمية وصقلها يعزّز أصوات الممارسين والطلاب ويرحب بخبراء غير التقليديين راغبين في مشاركة خبراتهم مع الآخرين.

ويتأصل في هذا النهج الاعتقاد بأن نوعية المواد وجودتها وفعاليّتها مستمدة ولو جزئياً على الأقل، من المساهمات الجماعيّة لمجتمع الموارد التعليمية المفتوحة لهذه المواد عبر الزمن. وبهذه الطريقة، تُجنى مساهمات الجهة المسؤولة عن إدارة الموارد البشرية مراراً وتكراراً لصالح المتعلمين. وفي الوقت نفسه، يدرك المشرفون الجيدون على الموارد التعليمية المفتوحة أن مصدر مواد هذه الموارد مهم وأن واضعي جميع الكتّاب والمساهمين فيها يستحقون احترام المجتمع المحلي وتقديره لجهودهم. ولهذا السبب، يؤكد إطار “كير” أنه يجب علينا أن نمارس الإسناد الواضح لضمان أن يكون من الواضح أن كل من قاموا بإنشاء الموارد التعليمية المفتوحة أو إعادة مزجها يُنسبون بشكل صحيح وواضح إلى مساهماتهم.

الاصدار

يؤكّد المشرفون على الموارد التعليمية المفتوحة على إمكانية إطلاق الموارد التعليمية المفتوحة واستخدامها خارج الدورة التدريبية وخارج المنصة التي تم إنشاؤها أو التسليم من خلالها.

وغالبًا ما يتم التوسط في التجربة اليومية التي يتمتع بها المعلمون والطلاب مع الموارد التعليمية المفتوحة من خلال واحد أو أكثر من المنصات التكنولوجية. في حين أن هناك العديد من الاعتبارات في اختيار منصة تكنولوجية للوصول إلى الموارد التعليمية المفتوحة وإدارتها، فمن المهم ملاحظة أنه لم يتم تصميم جميع المنصات بشكل جيد على قدم المساواة لتعزيز نظام بيئي مستدام وحيوي لاستخدام الموارد التعليمية المفتوحة وإعادة مزجها. وعلى سبيل المثال، إذا كان النظام الأساسي يمزج محتوى الموارد التعليمية المفتوحة مع جميع المواد المحجوزة للحقوق ويحجب الاختلاف بين المستخدمين، فإن العديد من أهم فوائد الموارد التعليمية المفتوحة تضيع.

لذلك، يسعى المشرفون الجيدون على الموارد التعليمية المفتوحة، الذين يدركون هذه القضايا، إلى تصميم واستخدام منصات وأنظمة تكنولوجية تسهل أهداف حركة الموارد التعليمية المفتوحة، بما في ذلك من خلال دعم الاستخدام على أوسع نطاق ممكن والمراجعة وإعادة مزج المواد مع الوقت. ويتضمن ذلك توفير بعض الأدوات للسماح للمستخدمين بتنزيل المحتوى خارج الدورة التدريبية أو النظام الأساسي الذي تم إنشاؤه ومشاركته أو تسليمه. ويعتبر تقييم ميزات المنصات التكنولوجية مهمًا بشكل خاص للمشرفين على الموارد التعليمية المفتوحة، نظرًا لأن العديد من الطلاب والمعلمين غير قادرين على اتخاذ خيارات فردية حول المنصات التي يستخدمونها، حيث يتم تحديد ذلك غالبًا على المستوى المؤسسي.

التّمكين

انّ المشرفين على الموارد التعليمية المفتوحة يسعون الى اشراك الاخرين ويسعون لتلبية الاحتياجات المتنوعة لجميع المتعلمين، بما في ذلك من خلال دعم مشاركة الأصوات الجديدة وغير التقليدية في إنشاء الموارد التعليمية المفتوحة واعتمادها.

لقد فشلت قوى السوق والسياسة في تحفيز قطاعيّ صناعة النشر والتكنولوجيا، اللذين يلبيان احتياجات المتعلمين بصورةٍ استباقية، مراراً وتكراراً. وينحصر بين أيادي الناشرين التجاريين قراراتٍ عدّة لمسائلٍ متعدّدة ككيفيّة تغطية المواضيع الأكاديمية وأنواع الموارد التي يتم إنشاؤها ومن أيّ منظور ولأيّ فئة من المتعلّمين وبأيّ صيغة.  إن الموارد المتيسّرة ذات الجودة العالية في مواضيعٍ محدّدة وفئاتٍ معيّنة من السّكان قد أصبحت، بالفعل، نادرة وكثيرًا ما قدّمت على أنها أمر واقع. ومع ذلك، هذا هو المستقبل الذي يرفضه المشرفون على الموارد التعليمية المفتوحة.  إن حركة الموارد التعليمية المفتوحة تدعم وتقدّر توفير الموارد وتعديلها لتلبية حاجات كافّة المتعلمين الذين لا يحصلون على خدماتٍ كافية، سواء إن كانوا أفراداً مصابين بإعاقة أو يتكلمون لغّة تتكلّمها أقليّة أو كانوا يلتمسون التعليم في بيئة غير تقليدية.

ويرفع المشرفون على الموارد التعليمية المفتوحة، بالطريقة ذاتها، نسبة مشاركة الأصوات الجديدة وغير التقليديّة في إنتاج الموارد التعليمية المفتوحة ومزجها. وبخفض الحواجز التقليديّة لتوفير الموارد وتقسيمها مع الالتزام بالإسناد الواضح، تفيد حركة الموارد التعليمية المفتوحة وتثري في حد ذاتها المشاركة الواسعة للأفراد الذين يسعون إلى تبادل خبراتهم ومساهماتهم مع الآخرين. وفي المقابل، سيساهم هذا الالتزام بالإصغاء الى الأصوات الجديدة وغير التقليدية الى ان تقدّم الموارد التعليمية المفتوحة على خدمة أفضل لمجموعة من المعلّمين والمتعلّمين تكون أكثر شمولًا وتنوعًا.

تطبيق إطار ال ”كير

تدعم القيم التي أعرب عنها إطار ال “كير” رؤية مفعمة بالأمل لمستقبل الموارد التعليميّة المفتوحة والتعليم، لا تؤثر إيجابياً على مسائل الإتاحة والقدرة على تحمل التكاليف فحسب، بل تؤثر أيضاً على مسائل الإنصاف والإدماج التي تبدو مستعصية على ايجاد الحل. ومن ثم، فإن الهدف من إطار “الكير” هو أن يطبقه جميع الأفراد والمنظمات والمؤسسات التي لها مصلحة في نجاح واستمرار الميدان على المدى الطويل. ويشمل هذا الميدان الأفراد الذين يقومون بإنشاء الموارد التعليميّة المفتوحة أو تكييفها لأغراض التعليم والتعلّم الخاصة بهم؛ والناشرين ومكتبات الموارد التعليمية المفتوحة التي لا تبغي الربح؛ والناشرين التجارييّن للموارد التعليميّة المفتوحة؛ فضلًا عن مسوّقي التكنولوجيا التعليمية الذين يرغبون إدماج نظام الموارد التعليميّة المفتوحة في منتجاتهم أو خدماتهم.

وبالنسبة الى هؤلاء الذين دخلوا حديثا على ميدان الموارد التعليمية المفتوحة، فنأمل أن يساعد هذا الإطار في تسليط الضوء على مجموعة من المعايير والممارسات التي تعمل على تشجيع زيادة التعاون ومشاركة المحتوى، بدلا من عدم التشجيع وبالنظر للتعقيدات القائمة في ملكية المحتوى والتراخيص ومنصات التكنولوجيا، فإن هدفنا هو تقديم رؤى ثاقبة عن السياق الذي تحركه المهمة لهذا العمل. وفي الاخص، املنا أن يشعر جميع المعلمين بالثقة في استكشافهم للموارد التعليمية المفتوحة واعتمادها من خلال تطبيق إطار كير.

وفي سبيل النهوض بهذا الإطار، يتمثل هدفنا بوضوح في القيم التي نعتقد أنها أساسية لحركة الموارد التعليمية المفتوحة، بما في ذلك ممارسات الأفراد والمنظمات المشاركة في إنتاج ونشر واستخدام الموارد التعليمية المفتوحة. واذ انّه كان من خارج نطاق هذه الورقة الأولية أن نعدد جميع الممارسات المتعددة التي تدعم الإدارة الجيدة للموارد التعليمية المفتوحة، فإننا نعتزم بمناقشة أكثر دقة ومغزى بشأن الممارسة الفردية والتنظيمية للموارد التعليمية المفتوحة في التعليم والتعلم. ونأمل أن يكون الانتساب إلى مجتمع الموارد التعليمية المفتوحة مهمّا لمن يشارك فيه، ومن هذا المنطلق فإننا نعرض إطار كير.

Creative Commons License icons: CC, BY, Attribution-ShareAlike

This work is licensed under a Creative Commons Attribution-ShareAlike 4.0 International License.

Font
Off On
Size
revert
Content
Color
revert
Links
Color
revert